خواطر نثرية
بقلم : هند أمين زهرة الأقحوان
"ماذا لو أحبتك كاتبة؟"
لتحدثك عنك في ثنايا سطورها؛ بجميع طرق الكتابه الممكنة.
لجعلتك كتابة أول أفراحها، وخِتام لكل أحزانها؛ لجعلت ملامحك، وعيونك التي يشع الحب منها بطلًا لروايتها.
لكتبتك في دفتر مذكراتها مع وردة جافة بداخلها الكثير من مشاعر الحُب، واللُطف، والأمان، والشوق تلك المشاعر الممتزجة دائمًا بكل شيء جميل.
ستكون انت أيضًا ابجديتها، وحروف لغتها العالقة بقلبها دائمًا؛ تلك القافيه التي تكتب بها جميع أحاسيسها.
ستترجم كل ما بداخلك من فوضى بين ثنايا سطورها.
ستجد نفسك بين بحر من سطورها، ستكون أنت الذي تقصدك في جميع رواياتها، وقصائدها الممتلئة دائمًا بالغزل، والمدح.
"رميم قلب"
"من الطبيعي أن نَمُر ببلاءٍ يجعلنا نشعر وكأن بداخل قلوبنا كسرٌ نظن أنه لن يترمم مرة أخرى.
تلك الكسر الذي يليه الكثير من الوساوِس كالخذلان، وكذلك الحُزن الشديد الذي يجعلنا نشعر وكأن بداخلنا حجر يكتم على أنفسنا لا نستطيع ان نأخذ أنفاسنا بوجوده.
في ذلك الوقت نكون في أشد الحاجة في أن نُعيد تَرّميم قلوبنا بعد تلك الكسرة.
لذا واجبنا تجاه أنفسنا في ذلك الوقت، أن نُزيل تلك الأفكار، ولا نترك أنفسنا لِوَساوِس الشيطان الذي يجعلنا دائمًا نرى فقط الجزء الأسود، وكذلك الجزء الفارغ من كل شيء.
فمسؤلتنا اتجاه أنفسنا دائمًا أن نبحث عن رحلة التعافي، ونسير فيها نبحث عن ما يجعل تلك الجزء الفارغ يمتلئ بالكثير من الصبر، على شيء من التسليم بالقضاء، والرضا بالمقسوم.
نبحث فقط عن تلك الأشياء التي تجعلنا نرمم قلوبنا من جديد.
كيف أصبحتِ بهذه القوة، والصلابة؟
فقد كنتِ شخصًا، ضعيفًا مهزومًا دائمًا، كثير البكاء على اي شيء، وكل شيء، وخاصة الأشياء البسيطة.
نعم كنت كل ذلك الذي تقوليه، ولكن بكثرة مواجهتي لأشياءٍ أكبر من قدرتي؛ كالخُذلان من كل من حولي، كالصمت الدائم الذي كنت الّلجأ إليه في كل صدمةٍ أتعرض لها، وكأنه هو الحل الأمثل، أخشى التحدث مع أحد فتدمع عينايّ، وينكشف حُزني، ويخرج كل ما سجنته في قلبي، من صدماتٍ، وبكاء مكتوم منذُ الكثير من السنوات.
أصبحتُ أقوى عندما أيقنتُ أنه لا يوجد أحد بجانبي؛ ليساندني عند وقوعي، وأنه لابد أن اكونِ انا السند الدافيء فقط لنَفسي، ولقلبي، وما يحتويه عقلي من كراكيب، وتفكير زائد طوال الوقت.
فأنا أعلم أن الحديث مع أحد لا يفيد شيئًا، فلا أحد سيشعر بِما أشعر به؛ لذلك أصبحتُ أقوى، وجعلت كل من حولي يرى أننيّ أصبحتُ أقوى.
ولكن في الحقيقة أنا أكذب، نعم!
اُظْهِر أنني أصبحتُ أقوى، ولكنّي ما زلتُ تلك الفتاة التي تبكي على الأشياء البسيطه، تلك الفتاة التي تمتلك قلبًا مثل قلب الطفلة الصغيرة، التي إذا أَحَبْت شيئًا أحببتهُ بصدقٍ، وتعلقت بيه كثيرًا، وكأنه لعبتها المقربة لقلبها، التي تُحبها كثيرًا، وتتمنى لو أنها تظل معها حتى تكبر، وتصبح أقوى.
"كُن راضيًا".
في كثير من الأوقات، يمر علينا جميعًا ذلك الإحساس، الذي يجعلنا غير راضين عن أنفُسنا، ولا عن ما قسمه الله لنا.
ننظر دائمًا لمن حَوْلَنَا، ونتمنى لو أنَّ لدينا مثل ما لديهم، ولكننا لا ننظر إلى أنهم لابد أن يكون لديهم العديد من المشاكل؛ فلا إنسان في هذه الدنيا يخلو من المشاكل، والهم، والكرب، والحزن.
وهنا ينقسم البشر إلى قسمين
القسم الاول: هو من ينظر دائمًا لما في يد غيره، مما يجعله بائسًا طوال الوقت، وهذا الحزن، والبأس لا يغير شيئًا مما كتبه الله له.
والقسم الأخر: هو من ينظر نظرة رضا لِما في يديه، لأنه يعلم، وقلبه مطمئن أن:
"رب الخير لا يأتي إلا بالخير".
وأن كل ما كتبه الله له فهو خير له، ولكنه يدعو الله كثيرًا ويَكْثُر من الإلحاح، والتوسل إليه: لِيَجْبُر قلبه جبرًا يتعجب منه أهل السماوات، والأرض. والله لن يخذله أبدا لأن الله سميعُ الدعاء.
فكُن يا صديقي من القسم الآخر، وكُن راضيًا دائمًا بما كتبه الله لك؛ فوالله كل ما آتٍ من الله، فهو خير وجبرًا لقلوبنا.
"جميلةٌ أنتِ"
أتشعرين أنكِ لست جميلة؟
كيف؟!
كيف وأنتِ جميلة في جميع أحوالك، تبدين كالقمر في جمالك، وكأن القمر يستمد منكِ النور كي ينير لنا العتمة.
من الذين وضعوا مقاييس للجمال ليجعلكِ تشعرين أنكِ لست جميلة؟
البشر! إنسان مثلك هو من وضع مقاييس للجمال!
وجعل كثير من البشر يشعر أنه ليس بجميل، جعل كثير من الناس منهم من يضع ما يسمى بمستحضرات التجميل؛ ليشعر أنه أصبح أجمل على حسب معايير الجمال التي وضعها!
لكن في الحقيقه لا يوجد شيء يسمى بمقياسٍ للجمال! فكل واحد منا لديه ما يميزه عن غيره، السمراء ملامحها لطيفة جدًا، وابتسماتها تشع النور من وجهها، والبيضاء جميلة.
النحيفه راقيه، ورقيقة، والسمينه كذلك تبدوا كالقمر في ملامحها.
مهما كانت ملامحك فإعلمي أنكِ جميلة جدًا كما أنتِ، فاتنه بعفويتك، جميلة في وقت فرحك، وكذلك في وقت حُزنك الذي تبدين فيه كالطفلة البريئة.
فأنتِ ستبقي جميلة دائمًا، وابدًا كما أنتِ.
"المراهقة"
المراهقة: هي مرحلة أساسية في حياتنا جميعًا، تلك الفتره التي نشعر فيها دائمًا أننا لسنا على ما يرام، نشعر وكأن العالم بأكمله بيننا ويينه حرب.
هي المرحلة الحاسمة التي نبحث فيها دائمًا على شيء يجعلنا نشعر بالآمان، والاطمئنان بسبب كثرة ما فيها من تشتت، وشعور دائم بالخوف من كل شيء.
في تلك المرحلة نأمل فقط أن نشعر بالسكون، والهدوء، ولو لوقتٍ قليل.
"تلك الليلة"حينها شعرت بعدم الأمان مرة أخرى، وبدأ الخوف يمتلكني من جديد، وعدتُ وحيدة مرة أخرى.حينها شعرتُ بأنني سأظل وحيدة طوال العمر بدونها، نعم! بدون تلك الصديقة التي كانت تشاركني جميع تفاصيل يومي، فقد ذهبت، وتركت لي الكثير من آثار الذكريات التي تحطم قلبي يومًا تلو الآخر.لم أعرف ماذا كان السبب لكل ذاك، ولكني أعلم أنني لا استيطع أن أثق بأحد مرة أخرى.
"احتضن طفلك الداخلي"
لدي اعتقاد أن كل منا بداخله طفل، ليس بالمراد اللفظي، ولكن بالمراد المعنوي؛ فنحن جميعًا بداخلنا شيء من الروح الطفولية الهادئة، التي تُمَيْزُنَا، وكانت أغرب طرقي للبحث عن السعادة هي احتضان تلك الطفل، والتعرف على أنفسنا، وكذلك كيفية التعامل مع ما يدور بداخلنا من سكون تارة، وضوضاء تارة أخرى، وكذلك التعامل مع تلك اللحظه التي نشعر حينها، وكأننا أطفال تارة، أو كأننا في سن الشيخوخة تارة أخرى.
ذات يوم
أتذكر جيدًا تلك اليوم الذي كان مميزًا بكل تفاصيله، أتذكر عندما بدت الابتسامة تملأ وجهي، ووجه كل من حولي، حينها بدأت ضربات قلبي تزداد فرحة، وسرورًا، وكأن قلبي يرقص فَرِحًا بتحقيق ما كان يتمناه، نعم فتلك اليوم الذي تحقق فيه أحلامي، واستجاب ربي لدعائي، وبكائي له في كل ليلة؛ أتوسل إليه فيها أن يستجيب لي، وبالطبع استجاب لي، وجَبرني.
"نحن تحت رعاية الله"يأتي علينا جميعًا تلك الفترة التي نشعر بأن بداخلنا كسر كبير، لا نستطيع ترميمه، نشعر بالحزن، والبؤس بأنه لا يوجد أحدًا يلتفت لنا، ولأوجاعنا.لكن علينا أن نعلم أننا دائمًا تحت رعاية الله، وحفظه، وأن الله لن يؤذينا أبدًا.فأوجاعنا التي لم يلتفت إليها أحد هي تحت عناية الله، ولطفه.
من نسائم الحياة ، بقلم هند أمين زهرة الأقحوان
0 مراجعة