الرهان المميت - البارت الثاني
فقد الوعي وهو يحتضن الكتاب ويضُمُّه إلى صدره، ليفيق بعد ذلك ليجد نفسه في منزلة وهو ملقى على أرضية البيت ومحتضن الكتاب، ينظر حوله في خوف حتى أنه أصيب بالهلع ولا يعلم ماذا يحدث معه؛
فألقى الكتاب بعيدًا عنه وصار يحدث نفسه قائلا... كيف أتيت إلى المنزل أتذكر أني كنت عند البائع لشراء هذا الكتاب المخيف... ماذا يحدث؟
انقبض قلب ياسر ولكنه تذكر حديث أصدقائه وأنه يجب أن يجلس مع الكتاب ثلاثة أيام، يتفحصه حتى آخر صفحة لكن عندما اقترب منه ارتعدت أوصاله خوفًا، حتى صار يحمله بصعوبة وفجأة شعر بشيء يجذبه للكتاب كأنه مسلوب الإدارة، لم يستطع التحكم في نفسه وأخذ يحمل الكتاب نحو وجهه ويتصفح صفحاته في شغف مريب وارتباك وكان يقرأ بصوتٍ عال وصوته يهز جدران المنزل،
لم يدرك ما يحدث لكنه كان مستمرا في القراءة ويده ممسكة بالكتاب بصلابة وملتصقة به وبعد الانتهاء منه سحب المفكرة الخاصة به من درج مكتبه وأخذ ينقل الحروف والأرقام الحسابيةُ التي تَتَواجدُ في الكتاب بهاجس شديد، لقد كانت معضلة صعبة بالنسبة له ومع ذلك أخذ يفك شفرتها حتى فرش الليل مخالبه وظهر القمر بلونه القرمزي وفجأة انقطعت الكهرباء عن المنزل والحي بأكمله ودب الرعب في قلبه،
فخطي بخطوات بطيئة تجاه الشرفة ليرى سبب انقطاع الكهرباء وحينها لمح أمامه كائن طويل ضبابي يرتدى قنسلوه على راسه وممسك في يده حاربة، ألتفت إلى ياسر بوجه مظلم وكأنه يتوعد له بأن نهايته قد اقتربت، ارتعد خوف وعاد خطوتين للخلف وانتفض جسده على أثر سَماعُهُ صوت تساقط الكتاب من على المنضده،
أنحنى ليلتقطة فشعر بأنفاس مجهولة أمامه تلتقط الكتاب معه وتمسك يده صرخ صرخةً مداويه بسبب آثر الحرق الذي ترك علامة على يديه بسبب الكيان المجهول الذي أمسك به، كان ياسر ينظر إلى أنحاء الغرفة بهيسترية وتركها وأسرع للخارج هاربًا يهرول كمن يتسابق داخل ماراثون وكانت السماء لايظهر فى جوفها القمر بسبب كثرة الغيوم، كأن العالم اتفق عليه ليقتص منه بسبب قرائته لهذا الكتاب الملعون،
راح يلتفت يمينًا ويسارًا في خوفٍ ورهبةٍ حتى قادته قدماه إلى المنزل الذي يجتمع فيه أصدقاؤه على إنهم السبيل الوحيد لإنقاذه مما حل عليه ودلف إليهم في توتر وعين يملها السواد وملابسة مبعثره وقال لهم بصوت متقطع ومهزوز انه على وشك الهلاك بسبب المراهنة المشؤمة التي وحل نفسه بداخلها بسبب شروطهم المجنونة.
فرمقوا له باستهزاء واتهاموه بالضعف والخسارة الرهان، وأنه لا يستطيع كسب رهانهم وأنه لا يستحق صاحبتهم؛ لأنهم أصحاب الطبقة المخملية وهو أقل منهم ولا يستحق أن يكون معهم
فنظر لهم في حقد قائلًا"ستندمون على ذلك بسبب رهانكم البغيض.
أصاب بحالهِ من الجنان وشعر أنه يوجد شيئًا مخيفًا يتربص به ويهمس في أذنه ويتوعد له بالقتلِ وقال "
لن أتعرض لهذا الكابوس وحدي، فأنتم معي في هذا الأمر ستذهبون معي إلى الجحيم أنتم من تسببت في ذلك..
0 مراجعة