من نسائم الحياة الجزء الثاني بقلم : هند أمين زهرة الأقحوان
"حروب خفية"."يوجد داخل كل واحد منا حروب نفسية، بما في ذلك حروب المرض، وحروب القدرة على مواجهة الحياة بمفردنا، وحروب ذكريات الطفولة المؤلمة التي لا يمكننا تجاهلها.وهناك حروب أُفضل أن أطلق عليها اسم الحروب المتعلقه باللاشيء.وهي حرب مع نفسك في الخوف من المستقبل، والتفكير المُفرط باستمرار في حدوث أشياء لا نعلم هل ستحدث أم لا، لأننا جميعا نعلم أنه "لا يعلم الغيب الا الله ".وهناك نوعٌ من الحروب الخفية التي لا أحد يعلمُها غيرك.وأعظم هذه الحروب عندما يحارب عقلك قلبك، ويحارب قلبك نَفْسَك.في ذلك الوقت ستكون انت أرضًا للقِتال، وقائدًا لكل الجيوش.
"ففي حالة الحرب مع النفس لن تكون أبدًا الفائز، ولن تكون أيضًا المهزوم، ستكون ساحة المعركة.
معذرةً لك يا قلبي على أشياءٍ كنت تَظُن أنها لك، ولكنها لم تكن من نصيبك أبدًا.عُذرًا على قسوة قلوبهم معك، مُقابل حُبك الصادق لهم، ولكنهم لم يستحقوا ذلك؛ فكانت قلوبهم كالحجر، وما زلت أُكَرِر عُذرًا يا قلبي رُبَما قد تكون أخطاء غير مقصودة.عُذرًا لك لأنني لم أستطيع أن أجد لك أشخاصٍ بقاؤهم دائمٌ للأبد.
جعلتك تعشق بجنون، ولم أكن أدري أن بالحب فراق.أعلم أنك تغلبت على الكثير من خيبة الأمل، والحزن مِنْ جميع مَنْ أحببتهم، ولم يَكُن هناك رحمة، ولا رِفقًا في قلوبهم.عُذرًا يا قلبي أنني عجزت عن أن أجعلك سعيدًا، بينما كنت في كل ليلة تخفق، وتهمس فيها من شدة الحزن، وتزيد من ضرباتك.فرِفقًا بقلب لا ذنب له سِوَى أنه كان صادقًا في جميع مشاعره.
"حب من أول نظرة"
حينما رأيتُها لمعت عيناي، وخفق قلبي على التوالي.
وجدتُها تختلف عن كل من حولها تأملتُ في وجهها الذي يبدوا برئ كوجوه الأطفال، وابتسامتها التي جعلتني مذهول من جمالها.
رأيتُها في عيناي الملاك الذي كان قادرًا على سرق قلبي وجعله واقعًا في حُبها من أول نظرةٍ.
كنت أراها مختلفة تمامًا عن كل من حولها.
فكانت كالقمر بين النجوم.
نعم! لقد سرقت قلبي وجعلتني أقع فيما يُدعى بالحب من أول نظرة.
"جلسة تأمل".
أفضّل دائمًا الجلوس بمفردي بعيدًا عن ضوضاء العالم، والذهاب إلى عالم آخر من خلال النظر إلى السماء والتأمل فيها، وفي لونها الأزرق الصافي مع لمعان، ورونق النجوم، وجمالها.
ويا حبذا إذا هطل المطر من السماء مع هدوء الليل، وصار صوت المطر فقط ما أسمعه.
لقد أحببتُ السماء بكل شيء بداخلها.
عشقتُ القمر، والجلوس على ضَيُّهُ، والتحدث معه!
نعم!!
فقد كان صديقي المُفضل.
ومن الناحية الأُخرى أحببتُ الشمس، وجمال ألوانها وقت الشروق، وكذلك الغروب.
يا لها من جلسة تأمل جميلة مع النفس على ضوء النجوم، والكواكب.
"عزاء الروح".
في كل ليلة أضع يدي على قلبي وأُحَدّثه أن كل ذلك سيمضي، وستمر كما مر العديد من الأشياءٍ التي اعتقدنا أننا سنتوقف في ذلك الوقت، ولكنها مَرْت ومَرَرْنا نحن أيضًا معه، وأصبحنا أقوى.
أعلم يا قلبي أنك تفرح تارةً، وتحزن كثيراً، وأنك في معظم الأوقات تحاول من جديد، وربما من البداية.
أعلم أيضًا أن الأمل دائمًا يقويك، وأن اليأس مصدر ضَعفك، وخوفك، وأنك تسعى وتتألم دائمًا.
لكن يجب أن تعلم أن كل ذلك سيمر، ولكن عليك أن تتحلى بالصبر.
فهذا العالم ليس إلا دار البلاء، والإختبار؛ لِتَفوز بجنة الخُلد في الآخرة.
فصبرًا جميلًا يا قلبي.
"الشَوْق".
هل أحببتها؟
نعم بالطبع.
لم أحبها فقط بل عشقتها، وكأنني لم أرى فتاة من قبل في جمالها؛ فقد سرقت قلبي من أول نظرة.
ولماذا تركتها؟
لأنه في كثير من الأحيان قد يكون البعد هو الحل الأمثل.
هل ما زلت تتذكرها؟
نعم بالطبع، أتذكرها دائما.
جميع الأماكن تُذكرني بها جيدًا، فلن أنسى أول لقاء بيننا، عندما رأيتها لأول مرة؛ وكانت تبدوا كطفلة بريئة، ولكنها تركتني وحيدًا.
كنت أعلم أنها ستتركني يومًا ما، وسيكون اللقاء بيننا مُحال؛ لأن كل شيء لابد أن يكون إلى الزوال، ولكني أشتاق إليها بشده.
فلم يتبقى لي سوى الذكريات.
لذا كان الإبتعاد عنها هو الحل الأمثل.
فعلي أن أعلم أنها ليست لي.
"هل تبادلني نفس الشعور؟"أحببتها وكيف لي أن لا أقع في حب هذا الجمال، ولكن لا أعلم هل تبادلني نفس الشعور أم لا؟!تتصرف معي من حين إلى آخر بتصرفات عديدة؛ فكثير من المرات أشعر بنظرات الحب في عيونها، وفي مرات أخرى تُكابر.لكن عيونها البريئة تخونها.أصبحتُ في حيرة في أمري، فعندما أنظر إلي عيونها أصبح متعثرًا في الكلام من كثرة جمالها؛ فلا أستطيع مصارحتها، ولا هي تُبَادِر إلى مصارحتي.لكني أتأكد تمامًا من حبي لها، لذا سوف أطرُق باب أهلها، وسأقوم بالتقديم لها رسميًا أمام العالم؛ لأن الإنسان عليه أن يأتي البيوت من أبوابها.وحينها فقط أستطيع أن أثبت لها صدق حبي ومشاعري إتجاهها.
"فكل ما أتمناه أن يجعلها الله لي في الحلال".
"الأخت الكبرى".
دائمًا نكون بحاجة إلى سندٍ، وصديقة تدوم إلى الأبد.نسهر معها الليالي الطويلة، ونعود إليها عندما نشعر أن الأمور ليست على ما يرام؛ لتجعلنا نشعر بالأمان، والدفئ مرة أُخرى.الأجمل أن تكون هذه الصديقة المخلصة هي الأخت الأكبر.فأختي الأكبر ليست مجرد شخص من أفراد العائله، ولكنها الأم الثانيه، التي تُبْرِز دائمًا أفضل صفاتي.تُشاركني دائما تفاصيل يومي.نجلس دائمًا نتذكر أيام الطفوله، حيث كان لدينا لغتنا الخاصه التي لا يفهمها غيرنا، فنظرة واحده تجعل أحدنا يسقط على الأرض ضاحكًا.فهي شريكة ذكرياتي، وأحلامي.أشعر دائما بالأمان في وجودها، وستبقى هي مصدر قوتي، واطمئناني دائمًا.دُمتِ لي شيئًا جميلاً دائمًا وأبدًا يا صديقة الروح.
"ليالي قاسية".
أتعلم يا صديقي أنني مررتُ بالعديد من الليالي القاسية!نعم مِثْلَ ما أقول لك.الليالي التي مهما كَبرتُ، أونضجتُ، لن أنساها، ولو مر عليها الآلاف من السنوات.فقد كانت ليالي مليئة بالحزن، وخيبة الأمل، والبكاء لفترات طويلة؛ وكأن عيني تَفِيضُ من الدموع نهرًا.أتعلم يا صديقي أن عندما أتذكر تلك الليالي القاسية ارتجِفُ من الخوف، بينما يبدأ عقلي في إسترجاع جميع الذكريات المؤلمة.ولكن الآن كنتيجة لتلك الليالي التي تمكنتُ من التغلب عليها، أصبحتُ شخصًا أقوى قادرًا على التغلب على هذه الأفكار، والذكريات السيئة؛ لأنني أَيْقَنْتُ أن كل ذاك كان لابد من وقوعه، وأن ذلك كان القدر الذي قَدره الله لي؛ للتَعلُّم منه، لأكون شخصًا أقوى، والآن أصبحتُ هكذا.
من نسائم الحياة الجزء الثاني بقلم : هند أمين زهرة الأقحوان
0 مراجعة