رعباويات - محمود الكومي (الفصل الخامس)

حسام زميلي اتصل عليا بيعزمني على العشاء قفلت معاه ولبست هدومي وطلعت من البيت وانا طول الطريق بفكر في نوع الكائن اللي هيكون مدبوح في العشوة دي لإن آخر عشوة كان دابحلنا بطاطستين وجمبهم حتة جبنة

المهم  وصلت المكان اللي هنتعشى فيه اول ما دخلت لقيت واحد قاعد معاه و بعد السلام و الكلام عرفت اللي فيها

وطول الوقت فضل صاحبه ده يبصلي جامد و مكملش عشر دقايق و استإذن و مشي .

بصيت لحسام وقولتله:

- فين العشاء

، فالوقت ده جاتله رساله بص فيها و بعدين سرح بخياله شويه كده و قالي

انا عاوز اعرف عينك فيها يخوف علشان الراجل يخاف و يمشي .

انا ضحكت جامد وقولتله أصله ممسوس .

انت ايه عرفك .

دي حكاية طويلة بعد العشاء هحكيلك .

مفيش عشاء هتحكي فيه عشاء .

فضلت ساعه أحكيلك وهو كل اللي طالع عليه يقول ايوه ايه ايوه كمل .

أول ما خلصت لقيته بيقولي بقالك ساعه بتسرح بيا و عفريته و بتحبني وبتاع انت فاكرني عبيط ؟

بصيت يمين و شمال لقيت سكينه كلها حديد مسكتها وقولتله

امسك دي .

مسكها وهو بيقول :  وبعد ما امسكها .

قولتله استنى بس .

ثانيتين و لقيته وبيرمي السكنه من ايده و هو بيصرخ

ايده اتلسعت من السكينه .

ولاه انت عملت ايه ؟

ولا حاجه دا دليل بس منها عشان تصدقني .

العفريته.

هزيت دماغي وقولتله يلا بقى فين العشاء انا صايم من الخميس اللي فات .

عشاء ايه انت هتيجي معايا دلوقتي حالا .

هنروح فين ؟

بص اخو مراتي ملبوس وانت جيتلي من السماء .

قصدك ايه يعني ؟

عالجه .

اعالجه ازاي يبني معرفش .

انت مش قولتلي انك حضرت مع خالك شوية جلسات .

اه قولت .

طب خلاص محلوله يلا بينا .

هو حسام طويل ما شاء الله ربنا يزيده بس انا مش قصير يعني انه يشيلني هيلا بيلا كده و يركبني العربيه و في دقايق وصلنا البيت . نزل من العربية فتحلي الباب

وقالي اتفضل يا مولانا .

مولانا ايه يخربيتك .

تعالى بس و اسكت .

فتح الباب دخلنا وهو بينادي يا سمير .

اتفضل يا مولانا . اتفضل بيتك وطرحك نورتنا و الله .

سمير ابنه جه اسم الله عليه نفس سماجة وكلاحة ابوه .

دخل لا سلام ولا كلام ابوه قعد جمبي وهو حاطط رجل ع رجل وقاله قول لامك اعملي عشاء واتوصي عشان عم الشيخ هنا لخالك هاني .

استنى قولها تطلع لحمه من الديب فريزر  مش من الثلاجة .

ابنه سكت شويه كده و قاله بس  .....

حسام قاطعه وقاله يلا بسرعه ومتنساش اللي قولتلك عليه لا ليلتك تبقى مطينه . وراح باصصلي وقايلي منور يا حوده والله، بص انت هتتعشى أحلى عشوه النهارده .

اما نشوف .

فجأه سمعت صوت

هبد ورزع وضرب وحاجات بتتكسر ، حسام اتنفض و قال صحي .

و راح باصصلي

يلا شوف شغلك .

شغل ايه يبني ؟ دي في ناس بتتخانق .

لأ الناس دي هاني خال العيال .    الممسوس .

اللي انت جايبني أعالجه .

ايون هو ده ويلا بقى بسرعه علشان واقفلي زي اللقمه ف الزور .

طب مش هتدخل معايا ؟

انا لا ما أقدرش أخاف .

يا أخي عيب على طولك .

يعم مقدرلوش .

وهو عمال يفتح في ترابيس واقفال و باب حديد . و انا اقوله ايه يبني كل ده ؟

معلشي زيادة توكيد .

أول ما الباب اتفتح قالي بص كده عليه .

يدوب بس طليت بدماغي ناحية الباب

ولقيت نفسي جوه الأوضة  و الباب اتقفل وصوت الاقفال والترابيس . .انا خفت الصراحة الأوضة ضلمه و بقيت مبسمعش غير صوت أنفاس بس .

فجأه لقيت نور الأوضة اشتغل ولقيت خير اللهم اجعله خير في حد كده زي الباب نايم ع الأرض .

قولت حلو اقرأ عليه وهو نايم .

يدوب بدأت اقرأ عليه لقيت اللي عينيه فتحت و كانت زي الدم . راح لاسعني بالقلم ومسك في طوقي

انت مين ؟

و أنا برده مش مبطل قراية .

انت مين يجدع انت ؟

وهوب لاسعني القلم التاني

و لقيته قام وقف و قال بصوت غليظ كده

انت هتقول انت مين و جاي تعمل ايه ولا هموتك هنا .

دا أكيد صوت العفريت .

كان معايا زجاجة مياه صغيرة قرأت عليها ف الطريق للبيت

طلعتها من جيب البنطلون و روحت راشش عليه شوية مياه .

يا نهارك أزرق انت بترش مياه عليا دا انت ليلتك زرقاء . هجم عليا بس نفدت منه

و أقوله ارتجع لأحرقك . ارحع لاحرقك .

تحرق مين النار مبتحرقش مؤمن .

مبنحرقش مؤمن يا نهار اسود .

النور طفى و دي آخر حاجه فاكرها

لغاية ما صحيت ف المستشفى لقيت خير اللهم اجعله خيرايديا ورجليا الاتنين مرفوعين لفوق كده ولابسين أبيض ف أبيض .

هبقى أعزمكو ع الفرح بإذن الله .

بعد ما روحت البيت عرفت بقى ان حسام مكانش عنده ديب فريزر ولا حاجه و ده سين بينه و بين مراته انها متعملش حاجه .

والواد مكانش ممسوس ولا حاجه

دا راح اخد خلطة حبوب من الديلر بتاعه ودلوقتي بيكفر عن اللي عمله فيا بإني باخده معايا حلسات علاح المس كلها... 

 بقلم الكاتب/ محمود الكومي  

يتبع....