اقتباسات من كتاب يوميات ندى بقلم ندى محمد يعقوب
سرنـا الدرب سويًا، تقاسمنـا ريـاح البوى معًا، تألمنا كثيرًا، كنا نشد على عضد بعضنا بعضًا، ننتظر الآناة بصدر رحب، نصعد جبـال الأماني، ونحن نتقوَّى ببعضنا، لا يترك أحدنا رفيقـه، كلانا يخـاف أذى الآخر، لايصعد أحدنا خطوة إلا وقام بجذب الآخر؛ ليكمل الطريق معه، كنا ننظر لشمس الشروق؛ فنجدها بأشعتها الذهبيـة تتسلل بسفن الأمل إلى صدورنا، كنا شريكي رحلـة، لم يفكر أحدهم أن يصعد الطريق بدون شريكه.
ولا يعلم أحد ما في الصدور غيرك، ولا يدري أحد بخفايا روحي غيرك، ولا ألجأ لأحد غيرك، وكنت آتيك مجروحًا فتضمد روحي، وأخرج بروح جديدة، وآتيك بقلب أعرج تملأه الندوب فأخرج بقلب سليم، كنت دائمًا معي يالله فلا تتركني هذه المرة أيضًا.
لن تفهمني أبدًا، لن تدرك ألغازي، وما الغاية وراء أفعالي، كأنني أسير على قلبك بخفة فلا تدري هل سرت أم لا؟
أنا تلك الغامضة التي لا يفهمها الأغلبية، ودائمًا ما تتعجب من تصرفاتها، وردود أفعالها التي قد تصنف غير منطقية، أنا التي قد يزعجك ذكاءها، وبلاهتها تتصنعها أمام الجميع، أنت تلك اللوحة المليئة بالكثير من الغموض فلا تفهم ما تعني أبدًا.
إن عجيج الألم في رأسي يزداد شيئًا فشيئًا، أود الصراخ والنحيب بصوت عال، كرهت الكتمان، وتخبئة مشاعري الحقيقة، كرهت الزيف قي كل شيء، وكل شخص تعاملت معه، حتى أنني كرهت نفسي وأسلوبها في التعامل مع الجميع.
مـا عدت أعرف ملامحي، أصبحت شخصًا غريبًا، في كل مرآة أنا بشكل مختلف عن الآخر، لم أعد شخصًا مفهومًا، لقد بتُّ لغزًا لَصِبًا على نفسي، وليس الآخرين فقط، تغير كل شيء؛ هيئتي، وطباعي، وشكيمتي، وإصراري، ملأني اليأس بعد أن كنت مليئـة بالعزم، صرت غريبـة على نفسي.
1 مراجعة
لطـــــف
ردحذف