زورق الورق للكاتبة وفاء محمد زكريا
أتصدقني لو قلتُ لكَ أنني أسافرُ دونَ جوازِ سفرْ ، وهل تصدقني لو قلتُ لكَ أنني أرجِعُ بالزمنِ خمسينَ عامًا وربما مائةً إلى الوراء ، نعم إنني بالفعل أفعلُ ذلك ، لا أمتلكُ جوازَ سفرٍ ولكنني أسافرُ إلى حيثُ أشاءْ وكل ما أفعلهُ أن أعتلي طائرتي الورقية وأترجحُ بها بين تلك السطور التي أكتشف فيها العجَب العُجاب فتستدعيني إلى استكشاف المزيد والتحليق بطائرتي حتى الوصول إلى مُستَقَرٍ بينها وكانت هذه هيَ الخدعةُ التي انطلتْ عليَّ فخدعتُ بها نفسي؛ فبينَ تلكَ السطورِ لا يوجدُ راحةٌ لالتقاطِ الأنفاس ، كلُّ سطرٍ يأخذُ بكَ إلى الآخرِ فتكونُ كأنكَ قد انتقلتَ من عالمٍ مثيرٍ إلى آخرَ يفوقُهُ إثارة ، وتبقى هكذا تتأرجحُ بينَ السطور حتى تتحول السطورُ إلى صفَحات وتستمرُّ على هذا المِنوالِ حتى تصلَ إلى تلكَ الصفحةِ التي تقرأُ عندها كلمة "النهاية" لتعلمَ حينها أنهُ قد حان وقتُ العودة فقد انتهت الرحلةُ وانتهتْ معها المغامرة .
والآن أودُّ أن أسألك سؤالًا :أَعرفتَ إلى أينَ أُسافر ؟
لـ وفاء محمد
«كيان الزهراء»
0 مراجعة