كتاب أحرف قاتمة - مجموعة كُتّاب

0 مراجعة

 



الذين أخبرونا أنّ الوقت كفيل ليُنسينا ما مررنا به ، لا يعرفون شيئاً عمّا عِشناه هناك فرق شاسِع بينَ النّدوب والجروح ، الجروح تطيب وتلتئِم ، أمّا النّدوب تبقى راسِخة للأبد... هي كالوشم تُذكّرُنا بأوّل" آه" خرجت من عمق قلوبنا ، أول صرخة وجع تألّمنا حينَها هناك مواقف يوجِعُنا تذكّرها ، نعجز عن الحديث عنها حتى ، وجعُها يفوق القدرة على نسيانها ، هي تبقى بداخلنا تقتلنا ، تقضي على كل ذرّة حب واهتمام كنّا نعطيها من قلوبنا، ليتَ كل من تعمّدوا إيذائنا أن يتذكّروا فقط كم ندبة تركوا فينا قبلَ أن يتّهمونا بأننا تغيّرنا دون سبب ، نحن لم نتغيّر على أحد ، هم من غيّرونا لأننا كنّا صادقين معهم جداً.

برغم سواد الليل ورهبته، وسكونه المخيف، إلا أن بهاء القمر وجماله استطاع أن يغير تلك الملامح البائسة إلى أيقونة ساحرة ، وجعلنا نعشق الليل بوجود القمر وحضوره الراقي اللطيف ، وهكذا هم بعض البشر يدخلون حياة البعض ويجملوها برغم كل عثراتها وجحيمها وسوداويتها فهنيئا لمن لديه إنسان يتقبله كما هو بكل وحشة حياته وعثراتها القاسية ، فهؤلاء هم أقماراً حقيقية قلباً وقالباً ، فإن عشقوا أخلصوا وتشيئوا ، وكانوا سندآوعونآ بكل الظروف.

إنها الغرام، إنها العشق كله، هي أحرف الإشتياق، لو رأيت مبانيها لتُهت مُغرمًا إلى ماذا ترى، إلى أين تلتفت، ستغوي بصرك، وتلهف قلبك، وترقص أحرفك إن كُنت كاتبًا، فحتى الكُتّاب يعجزون عن وصفها، إن وصفها صعب التحليل، فجمالها أعظم من أي وصف، أيتها الجميلة، تجملي فعيناكِ تستحق، و رحيق زهرةً منكِ تكفي لتروي عالم بِأكمله، لا يكفيكِ وصف ولا أي حديث، أنتِ تستطيعين جذب العالم بِأكمله إليكِ، لقد غُرم العالم بأكمله بجمالك، فكيف لي أن لا أذوب أنا، أُحبكِ يا صنعاء، أعشقك يا معشوقتي، لقد شدني الشوق إليكِ و أنا أعيش فيكِ فكيف للبعيد أن لا يشتاق، اللهم عونًا ورحمةً لقلب كل مشتاق إليكِ يا غرامي، أيتها الفاتنة، أنتِ غرامي وفاتنتي.


اقرأ أونلاين على موقع دار صفقات

شراء نسخة ورقية

شارك الكتاب لتنفع به غيرك

قد تعجبك هذه الكتب أيضاً

اكتب مراجعة

0 مراجعة

7553333826143766576
https://www.safaqat-kitabia.com/