اقتباسات من كتاب يوميات رحمة للكاتبة رحمة أشرف إمام
ولا تدرِي النفُوسُ المُحيطَـة بِما تمُـر به الـروح، فكُن خَير رفيق؛ لأن الرُوح تُعافر للبقاء
كُلٌ مـِنا يدُور في دَوامـة الأفكار، كُل منا يُعَانِي من أمْر ما، لكن يُخفيه في چَـوف قلبه، فكُن رقيق القلب، خفِيـف الكَلام، تمُـر مِثلما يَـمُر السحاب؛ لأنكَ لا تَدري ما يشعُر بـه الآخرون، ومَا يضمروا في قلوبهم من الحُزن، "فلتَقُل خيرًا أو لتصْمُت"
مُـر علىٰ هذه الحيَاة خَفيفًا، أترك أثرًا طيبًا في قلوبِ الأخرين، قال اللَّـه تعالىٰ : " وَمَثَلُ كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ".
أَعـرِف أنه يُوجد الكَثير مِـن الأروَاحِ الخبيثَة في هَذه الحياة، لا تَلتفِت لهم،
قُلُـوبهم مريضَة، يستَمتِعُون بِـأذىٰ الآخَرين، يفرَحُونَ لِحُزنِهم، ويحْزنُـون لفرحتهم، فلا تكُن منهم يا صَاحِبي،
قال اللَّـه تعالىٰ: "وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ"
إِذا نصحتَ أحدًا منهم، وأخبرتهُ أنْ يتَخَلىٰ عَن كلِمَاتِـه الخبيثَـة، ولا يـفسد الأرضَ، ويمـزق قلوبَ الآخرين، يتخذ كلامك هونًا، ويقُول: كما قال اللَّـه تعالىٰ في كتابه: "قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ"
وتاللَّـه إنَّهُـم لمفسدون في الأرض، يُحطِمُونَ قُلوب الآخرين، لكنهم لا يشعُرون
لهيـبُ الحُـب..
مَـاذا عَسانِي أن أقُول؟
مَاذا أكتُب لكَ في خِطَـابي الأخير؟
وهـل كُـل ما في القلـب تصفـهُ الحروف؟
أتمنَىٰ لو أستطيـع تحريرُ الكلمـات المُقيدة في جوفِ قلبـي، مُنذُ فراقِكَ وأنـا تَائهةُ، ضائعةُ في الطرقاتِ، تألمتُ كثيرًا بدُونِـك، لا أعلـم حقًا لماذا تركتنـي وحيدة في هذا العـالم؟
بَـات قلبـي هشًا، عقلِي رِير، جسدي هزيـل، بِـه جُروحٌ لا تنبـري، الحَياةُ بدونِكَ سوداء مُظلِمة، كُـل ما بداخلـي محطمٌ، لا أرىٰ سوىٰ ديجُـور يملأ حياتـي، يُداهمُنـي البُكـاء كُل حين، تَقفُ الدمُوع علىٰ هدبـةُ عيني، تِلكَ الدموع التِي لو سـالتْ علىٰ صخرةٍ صلبة؛ لصهرت من شدةِ لَهِيبِـها، فَمـا بالُـكَ بانسكَابِها علىٰ وجنتـي الرقيقـة!
يَـا أنتَ، أُريـدُ أن أتَكِـأ علىٰ كتفكَ المتِين وأبكـي، ما زال فؤادي يُحبـك، طيفُـك يُلاحقنـي أينما مررت، أريدُك مَعـي يَا مَـن أُزهر بوجودِك،
أحتاج لمعَـانقتُكَ، أشتَـاقُ لمُلامسـةِ يديـكَ، لنظـرةٍ مِـن عينيـكَ الفـاتنـة، لتقبيلُ شفتَيْكَ الجذابة،
أفتقرُ لوجودِكَ بجانـبي، لطالـما قَضينا وقتًـا ممتِعًا معًا، كُنت تشعرنِي بالآمان، والاحتواء دومًا، كنت تهتَمُ لأدقُ تفاصيلي،
أتَذكُـر ضحكتِنا سويًا؟
أتذكُـر قصائد الغـزل التي كتبتُها لأجلـي؟
أتَذكُـر استنادي علىٰ كتفيكَ، وحكاياتي لكَ عن كُل ما يجولُ بخاطري؟
هَـا أنا الآن أستنـد علىٰ طيفكَ الذي يُداعبُ خيالي، أراكَ في كُل مكانٍ أنظُر إليه، فينبضُ قلبي؛ لكننـي أدركُ حينِها بأنكَ سراب،
بِحقِـكَ أينَ اختفت مشاعرُ الحب التي كانت بيننا؟
هـذه المشاعِرُ تناثرت كتنَاثر العَبرات من عيني الآن، يَـا سيدي كُـل شيء بوجودِكَ چنـة، والآن بعـد فراقُنـا أصبحت الأشياء مُملة، انعدم شغفـي تجاه كُـل شيء، لا أريدُ العيشَ إلا في حضنـك الدافيء، وحديثُ عينيـكَ،
سئمتُ، تعبـتُ مِن نفسـي، استنشِـقُ رائحـة الموتِ التي تفـوح في كُل مكانٍ مِن يومِ فراقنـا اللعين، يـالكَ مِـن وغـد، أمِثلـي يُهجـر؟
آهٍ لقلبـي! أعتقدُ أنَّـي اكتفيتُ، اكتفيتُ مِـنكَ أيها القلـب.
كَـيف لي أن أتعافىٰ من حبكَ؟
كيف اتخطىٰ كل هـذا العناء؟
دُلنـي من أين يُفترضُ أن آتِّـي بحروفٍ تعبر عن كُل نوبات الحزن التي يحملهـا قلبي، مُـذ فراقكَ، جفت دموع عيني، هلكـتُ وهلكَ جسـدي، أفكاري مبعثرةٌ تكاد أن تختنـق روحي، أنا مشتتة الذهن، بداخلي بركـان من الخذلان، قلبي يشتعل بسبب كلماتكَ الأخيرة لي، كنتُ أود ألا يكون وداعـنا بهذه الطريقة، أنا تعبتُ من كثرة تفكيري الشارد، لا أصدق إلىٰ الآن هجرانكَ لي، لقد كنتُ مغرمة بكَ، وإلىٰ الآن أزينُ إصبعي بخاتمكَ، لن أخلعه إلا بستأصال يدي، أخلو بنفسي في غرفةٍ شديدة الضوء؛ لعلي أرىٰ النور فيصيب قلبي بصيص منه، أتذكر الذكريات الباهتة، ويوم فراقِكَ خاصة، أتذكرُ سيلان عيني بالدموع حينها، أشعر بكل شيء إلىٰ الآن فالوجع لم يفارقني، لا تكترث بما أقوله لكَ الآن، هناك شيء أود أن احكيه لكَ، عليَّ الإعتراف بحبي لك، وإلىٰ الآن أشعر أنَّ فؤادي مغرمٌ بكَ، أشعر أنكَ بجانبي، أتحسس روحكَ تلامسني، تارة تعانقني بشدة، فيعود جريان الأمل بِدمي، وتارة أخرىٰ تنتقمُ وتخنقني، ماذا فعلتُ بكَ أنا؟ كيف تفعل بي هكذا؟
هذا الكلام كنتُ دومًا أكنُه في صدري، كنتُ مصدر الآمان لكَ، أبثُ في قلبكَ الاطمئنان ولو كان قلبي يرتجف خوفًا، والآن أكتبُ لكَ وقلبي ينزفُ دمًا، يقطر علىٰ صفحات هذه الرسالة مزيج من العبرات والجروح التي كتمتها في جوفي، ليتكَ تفهمُ مرادي، ليتني بجانبكَ الآن لأبكي بحضنكَ وأشكو منكَ إليكَ،
أعرف أنه لا جدوىٰ بلقائنا ثانيةً؛ لكنـي من فرط حبي لكَ أصارع نفسي وأحاول، علىٰ الرغم من غدركَ بي، لا أخفي عليكَ أنا بدونكَ لاشيء، قلبي يحترق كثر الغبارُ بـه، حتىٰ ملأ الحياة بأكملها، أعيش في ديجور دائم، لم أعد أرىٰ نجوم حولي، كنتُ استمد الضوء من بريق عينيكَ، وانطفأ كل شيء بغيابكَ،
أما آن لكَ أن تحنَ علىٰ قلبي برؤيتكَ، أم أنَّ الحنيـن في قاموسكَ مبتور؟
صراعٌ بين العقل والقلب
لا رَيب أنَّ العقـل هو مناطُ التكليف، وأنَّـه يفوق القلب الشَعُـوب، الأفضل لكَ أن تتبـع عقلكَ، إذا كان الأمر عاطفيًا تمامًا، وقلبكَ يريد أن يفعل عكس العقل بتاتًا؛ فعليكَ بمخالفة قلبكَ وهواكَ، يا عزيزي أنصت إلىٰ حديثي هذا، اقرأه علىٰ هونكَ لا تتعجل في الحكم علىٰ الأشياء؛ كي لا تندم علىٰ اختيار اخترته بقلبكَ، ونحيت عقلكَ جانبًا.
0 مراجعة