خواطر روتيلا الجزء الثاني للكاتبة سلسبيل حسن
يتطاير التفكير من عقلي وكأنه أوراق الخريف في وقت سقوطها، تجعلك تفقد تركيزك فيما أمامك فقد يكون عقلك مشغول مع هذا التطاير، يتلاشى بالكثير من الذكريات السيئة التي كان يحملها بداخله دون اعتراض، والذكريات الجميلة التي أتمنى تعاد مرة أخرى مع من أحب، فياليت ذكرياتي الحزينة تأفل، ولكن لن يحدث، فقد ذرعت في عقلي وحفظ، فحين أشعر أنني بخير أتذكرها وأعود بالتفكير بها مرة أخرى، وياليتها تأفل مثل ما أفل الجميع، كانوا جيدين ولكنها كانت البدايات التي لم أتوقع أنها ستكون هكذا، توقعت أنهم دائمون، وأنها مزحة مثل ما كانوا يفعلو فالسابق؛ ولكن لم تكن كذلك، كانت هذه الحقيقة، وهي أنهم ابتعدوا و لى النهاية، كأن هناك وعدًا بيننا، ولكنهم نقدو هذا الوعد الذي بيننا و انتهى.
ويصبح عادياً ما كان قبل البارحه عادياً، ويُصبح غريباً ما كان قبل البارحهٍ غريباً.
قد يدخل حياتك الكثير والكثير، ويكون منهم الجيد والخبث، حيث بعضهم يتقرب إليك ويصادقك وأنت لا تبالي؛ فما أجمل أن تكون في الحياة مع صديق صالح، وتشعر وكأنهم الحياة في هذا الوقت، وإنك في غنى جميع من دخل حياتك، ولكن يأتي وقت ويذهبوا ويشعرونك بالهلاك، ويأتي في الوقت إليك الذي قد أبتعد عنهم؛ لأنك اكتفيت، ويداوي معك جرحك ويبقى بجانبك، ويرى جرحك العميق الذي يتخيل ولو سكين اخترق جسدك ثم تدخل الي فؤادك وكأنه يعلم المسار ليجرحه جرح لا تستطيع المعايشة معه، من حديثهم السلبي إلى كل شيء مررت به، ولكن حبكم جميعنا فقد اكتفيت، واغلقت هذا الباب الذي كان مفتوح لكل من حولك، ولن أسمح بدخول أحدًا في حياتي مرة أخرى، فهذه النهاية.
لم يعد البكاء بكاء عيناي، لكنه بكاء قلبي
قست الحياة علينا من جميع الاتجاهات وبدون رحمة، لم تبالي بما يحدث لهؤلاء الأشخاص الذين قد يعذبون بسببها، جعلتني شخصية أخرى ذات تفكير آخر ورأي آخر، غيرت علينا الكثير من البشر ولم يعودوا مثل ما كانوا عليه، كنت أتوقع أنهم سيعودون كما كانوا في السابق؛ ولكن كانت كذبة، حتى فؤادي لم يصبح كما كان في السابق، أصبح ضيعفًا، لم أستطع التعرف على ذاتي من أجله، أصبح يخشى الفراق، ومُلء بالحزن، والأسى، والجروح التي لن أستطيع تضميدها، تركت العنان لعيني؛ لكي تبكي كما تشاء فقد تحملت الكثير، وتخرج بعضًا من الذي بداخلها؛ فهي كانت الخاسرة بين هذا الصراع بين فؤادها وذهنها؛ ولكنها لم تبالي؛ ولكن في هذا الوقت سمعت أنينًا وكأنه أنين طفل صغير ينتظر أن يرى والدته التي قد ضاعت، وعندما التفت وجده فؤادي.
لم تؤلمني حروق يدي يومًا؛ فكان المؤلم حرق في حرق قلبي.
لست على ما يرام مثل ما يعتقد الجميع؛ بل أنا الآن في أشد احتياجي إلى شيءٍ ينقذني مما أنا فيه الآن، وكم الألم الذي أشعر به، وألم فؤادي الذي قد تعب من كثرة الصياح من أجل الألم اللعين الذي أمتلكه، كانوا دائمًا يحذرونني من الحب وأفعاله، وكنت أقول أنني لن أقع في شيءٍ مثل هذا في يوم من الأيام، وأنني لن أعلق فؤادي بأحد؛ ولكن كان كل هذا خدعة؛ خدعة كبيرة اتخذتها طريقة لتكملة حياتي؛ ولكن كنت أكبر المغفلين في هذا الشيء؛ فأنا لم أتوقعه مؤلمًا هكذا، كنت أعلم أنه مؤلم؛ ولكنني لم أشك في الشخص ولو بصفر في المئة، كنت أصدقه في كل أحاديثة مثل الحمقاء؛ ولكنني وعيت الآن لما يدور حولي، وإن سألني أحدٌ عن الحب لأقول له أنه أكبر جرح يمكن أن تجرح نفسك به على الإطلاق، وأنك ستكون أكبر المغفلين إن وقعت في الحب.
لا تجزع من جرحك، وإلا كيف للنور أن يتسلل إلى باطنك؟
قد تجرح كثيرًا في الدنيا، وتمر بالكثير والكثير، وتمرض؛ ولكن الله له حكمة في هذا؛ ولكن لا تشغل بالك يا عزيزي؛ فجميعنا قد يمر في أي وقت بحالة سيئة ولا يستطيع امتلاك ذاته، يكون شخصًا ضعيفًا غير قادرٍ على مواجهة أي شيء على الإطلاق؛ لكن يحاول، وتظل الابتسامة مشرقةً على وجهه الجميل، وتظل ملامحه منيرة بكل دلال؛ لأنه لم يحزن، فقد تؤلمك الحياة وتجرحك جروح لا يمكن لأحد معالجتها، وتأخذ الكثير من الوقت؛ لكي تتعافى منها؛ ولكنها الحياة وستمر مثل ما مر كل شيء، ومهما فعلت ستظل هي على هذا الحال ولن تتغير؛ ولكن بإمكانك أنت التغير والتعايش معها، تفعل كما يفعل غيرك ولو كان شيئًا غريبًا بالنسبة إليك؛ ولكنك تحاول التعايش؛ لكي تستطيع العيش بسلام.
الكثير يكتب، القليل يقرأ، النادر يفهم
قد تكون في هذه الحياة وحيدًا؛ ولكن أنت لا تعلم ما الذي يحدث مع من حولك، لا تدري بماذا يمر غيرك، هل يأكلون مثل ما تأكل؟ هل يعيشون الحياة التي تعيشها أنت الآن؟ لا تعلم؟ أحقًا لا تعلم؟ رأيت كمَّ الأذى الذي يتعرض له الأطفال قبل الكبار؟ هل تعلم بكم عدد الأطفال الذين يعملون من صغرهم؛ لكي يطعموا أهلهم، لتوفير بعض الطعام لإخوتهم بعد أن توفي آبائهم، أو مريض لا يستطيع أن ينفق عليهم؟ جميعنا لا يعلم ما الذي يحدث معهم، جميِعُنا مستهترين في هذا الموضوع، هل هم لا يرون ماذا يحدث؟ أم أنهم يستمعون ولا يهتمون؟ وما هو الحل في هذا الموضوع؟ يجب علينا مراعاة مشاعر هؤلاء الأطفال؛ لكي لا نشعرهم بالحزن، وأن لا نعاملهم بقسوة؛ فتكفي قسوة الأيام عليهم، وأن نوفر لهم ما يحتاجونه؛ لكي لا يشعروا بأنهم أقل مِن مَن حولهم.
0 مراجعة