0 مراجعة

 



حرمان النفس من الأعمار يجلب لها الاستعمار 


أخبرني شخص ما أن ابنًا لأحد الأصدقاء قد سلك طريقًا يبتغي منه مالًا حرامًا؛ فأصدقاء السوء بسطوتهم قد سلبوه من أهله واستغلوه؛ فقلت له : إن مالك بن نبي يقول: "إن بعض الشعوب لديها قابلية للاستعمار؛ فالعناصر الحاكمة تسلب البشر هويتهم، فلا يعد لديهم فرق بين حاكم محتل، وحاكم من بني جلدتهم".

فقال لي ذلك الشخص: وما علاقة ما أقول بالاستعمار؟ هل أنت بخير، أم أصابتك الحمى على آخر النهار؟

فقلت: بخير ولله الحمد والمنة، ولكني أظن ظنًا يميل إلى اليقين أن الأرواح أيضًا لديها قابلية للاستعمار، وما العلاقات الأسرية إلا نموذج صغير للعلاقات المحلية والدولية؛ فالإنسان هو وحدة بناء العلاقة، سواء كان فردًا أو جماعة، فهناك ممن تكون لك بهم صلة من يحب الأشياء فقط؛ لأجل حبك لها؛ فتزداد إشراقًا وثقة، ومنهم من يكره ما تحب إلى حد يجعلك أنت أيضًا تكرهها من كثرة مبالغته في ذلك وتكراره له؛ فتزداد ذبولًا وانكسارًا، وعندها تكون كتلك الشعوب التي تستقبل المستعمر ولا تبالي.


دعاء عيد أحمد

شراء نسخة ورقية

شارك الكتاب لتنفع به غيرك

قد تعجبك هذه الكتب أيضاً

اكتب مراجعة

0 مراجعة

7553333826143766576
https://www.safaqat-kitabia.com/