قصة الرهان المميت ، البارت الثالث /للكاتبة أسماء يماني
عندما أنهى حديثه أنهال عليه أصدقائه بالضرب والسب وطردوه خارجاً وقالوا له لا يوجد مكان لك هنا أيها المُختل...
خرج ياسر وهو يلعن الساعة التي أستمع فيها إليهم ولا يعرف ماذا يفعل فهو لم يستطع الرجوع لمنزلة بسبب ما حدث له هناك، وأيضًا عائلته ليس متواجدة؛ لأنهم مسافرون إلى بلد أخرى لم يأتوا سوى في نهاية الشهر، فذهب يتجول بداخل الأزقة مثل المجذوب بحثًا عن الطمأنينة وكان يمشى خطوة وينظر خلفه، ثم توقف فجأة عندما رأى خيال أسود يهجم عليه من الخلف فدلف ليرى فإذا حاربه مدببة تتجه إلى عنقه لتطيح بها!!
ويفيق من نوم عميق في شهقة تسحبها خنقه ونوبة من الفزع والبكاء ويتحسَّس على عنقه ليتأكد أنه لما يصيبه شيء بل كان مجرد كابوس مزعج أصابه، وفجأة سمع صوتًا خارج غرفته بأشياء تكسر، فتحرك من مضَّجعه مسرعًا للخارج، فوجد أمه تبتسم له وتقول"
هل فقت من نومك أخيرًا يا كسول؟ هيا لتذهب إلى جامعتك، ورمقها ياسر في اندهاش وقال"
متى اتيتِ من السفر يا أمي ألم تقولي إنك ستمكثين عند أختي حتى تضع مولدها، أقتربت إليه مبتسمة قائلة "
ما بك يا بني أختك وضعت منذ سنة طفلتها الجميلة أين عقلك؟
كان ياسر في حالة من التشتتِ وشعر أنه فقد عقله وقال" ماذا يحدث كيف ذلك يا أمي؟ ما التاريخ اليوم فتركته!! ودلفت إلى المطبخ وهي تقول هل أصابك النسيان يا بنى؟ فأبتسم ياسر وقال"
يا ويلى لقد كان حلم مزعج الحمدلله أن أمي بجانبي الآن ولم يكمل حديثُه ورن هاتفة التقته ليرى وإذا يكتب على شاشة الهاتف أنها والدته التي تتصل به فنظر للأمام فرأى والدته تحضر الفطور إذن ما هذه المزحة أجابه وهو في حالة من الخوف وبصوت متحشرج قال... من معي!
... فإذا بصوت والدته تقول... أين أنت يا ياسر لقد شعرت بالقلق عليك!!
كان ياسر في صدمة ولم يستطع التفوه بكلمة واحده، ظل ينصت لوالدته وهي تقول إنها ستتأخر عند أخته نظرًا لحالتها الصحية وأنها ستضع مبكرا و ستجلس معها حتى تتحسن حالتها وأنه يجب الالتفات للدروسة وعدم التسكع مع أصدقائه، لم يصدق ياسر ما يسمع واغلق الهاتف أو بالأدق وقع من يديه وأقترب من المطبخ بقدم يقدمها وأخرى يؤخرها وينظر إلى أمه التي وقفت تعد الطعام وفي يدها سكين حاد لتقطع يديها وهي تقطع الطعام انصدم ياسر من تصرفاتها؛ لأنها لم تصدر أى ردة فعل وراحت تستكمل ما تفعله لكنها شعرت به والتفت للخلف لتنظر له وهي تبتسم إبتسامة مخيفة وفجأة تحول وجهها لسواد ثم راحت تصرخ بصوت عالً وهرولت نحو الحائط واختفت.
وقف ياسر في ذهول وحالة من الفزع إصابته ولم يستطع أن يصرخ أو ينطق وسقط فاقدًا للوعي......
أفاق ياسر على يد تربت على كتفه، فتح عينيه بصعوبة وإذا به يرى صاحب المكتبة يقول ما بك لم تستوعب الدرس بعد تعالى إليَّ علاجك عندي ثم اختفى حدث ذلك وهو يقظ وبعين واضحة، كان الليل قد حل ولم يسطيع التواجد في منزله وخصوصًا بعد أصوات الصريخ والهمس الذي يسمعها ولم يتركوه يهنأ أمانا، انتفض جسده وأسرع مهرولا للخارج بحثا عن صاحب المكتبة، وصل إلى المكان لكن الصدمة عندما ذهب لم يعثر عليه وكأنها تبخرت
جلس على الأرضِ يأسا وفجأة هبت ريح قوي وشعر بشيء جانبه، نظر فوجده كتابًا أخذ يتصفحه ولكنه وجد صفحاته بيضاء لكن عندما نطق اسم كتاب (العارف) ظهر أشياء غريبة لقد مر شريط حياته في الكتاب بشكل متقن، تفاصيل حياته بأكملها رسمت وكتبت أيضًا في الكتاب أخذ يقلب صفحات الكتاب في انبهار حتى وصل لصفحة سوداء ويسقط منها دم بكثرة حتى لوثت يده كان فى حالة فزع فجأة نظر حوله وإذا بالمكان يتغير ويصبح في بيت صديقة الذي طرده من منزلة وفي يده سكين يغطيها الدماء، نظر حوله فى حاله من عدم الأستيعاب وكان يخطو بخَّطوات متعثرة
حتى اصطدم بجسَّد أسفل قدميه فنظر نحوه فإذا جثه صديقه غارقة في دمائه أثر طعنات في أنحاء جسده فوقعت السكين من يده وانحنى ليرى صديقه فإذا صوت عائلته تحضر على هذا المشهد فتصدر والدته صرخة مداوية ويقترب والده فيدفعة ياسر بعيدًا ويهرب مثل الممسَّوس ضائع لا ملجيء له ومتهم بالقتل أيضًا.....
قصة الرهان المميت، البارت الثالث/ للكاتبة أسماء يماني
0 مراجعة