رواية أسيرة الليل (الجُزء الأول) لهويدا صبري عبد الغفار

0 مراجعة

 

رواية أسيرة الليل
بقلم الكاتبة/ هويدا صبري عبد الغفار 


في مطلعها قصةِ فتاة توفت والدتها وتركتها في الحياةِ بمفردها. 

الجُزء الأول 

في أحد الليالي الشتوية الباردة كانت هُناك فتاة تُدعي مي، كانت فتاةً جميلة كل من يراها يحبها، كانت خفيفة الروح، جميلة المظهر، طيبة القلبِ•

مي أنهت امتحاناتها في الثانوية العامة وكانت مُقبلة على الجامعة، كانت تعيش أجمل أيام حياتها وسط عائلتها الصغيرة: أباها، وأمها، كانت مي وحيدة في هذه الحياة ليس لديها  أخوات•

في أحد الليالي الشتوية الباردة

الأب: مي مي استيقظي يا مي أمك مريضة جدًا•

مي: أمي! ماذا يحدث لها ؟

الأب: لا أعلم ولكنها مريضةٌ جدًا •

مي: أمي هل أنتِ بخير؟ ماذا يُؤلمك؟

أنني خائفة كثيرًا على أمي ينتابني شُعور الخوف، ولا أُريد سوي أن أراها بخير، أنا لا أملك غيرها، أشعر وكأن الليل طال، والصباح لا يريد أن يأتي، أشعرُ وكأنني أسيرة الليل•

الأب: يجبُ أن نذهب إلي الطبيب حالا•

مي: يالله لا أريد أي شيء سوى أن تشفى أمي •

نحن ف طريقنا إلى المشفى، لكن أمي أغمضت أعيونها ولا تستجيب يا إلهي ماذا حدث؟

مي: أمي أمي ماذا حدث لكي ؟

الأب: لا تقلقي يا مي إنها بخير سوف نذهب للطبيب وتكون بخير•

مرت الدقائق واللحظات وأخيرًا وصلنا إلى هذا المكان الملعون، أنني خائفة جدًا ولا أعلم ماذا أفعل •

الطبيب: كيف مرضت هكذا؟

الأب: لا أعلم إستيقظتُ ف منتصفِ الليل وجدتها هكذا•

الطبيب: لا أعلم ماذا أقول لك ولكن كل شيء قدر•

الأب: لا أفهم ماذا تقصد؟

الطبيب: البقاء لله وحده•

مي: لا مستحيل يحدث هذا أمي لم تتركني وحدي هكذا، لابد من أن هُناك هناك شيءٌ خاطيء•

الطبيب: أتفهم وجعك ولكن كل شيء قدر، وهذا قدركم، تقبلوا الأمر•

الأب يبكي بحرقه ولا يعلم ماذا يفعل وماذا يقول لمي لكي يُهدئها•

مي: أبي قل شيء قل أن أمي لم تمت وسوف تعود قل أي شيء•

وكأن العالم توقف في هذهِ اللحظة صرخت صرخةً عالية، يالله لا أستطيع تحمل ما يحدث لي أريد أن أخبر أمي كم أحبها، أريد أن أخبرها أنني لا أتحمل العيش بدونها، أنها كل شيء بالنسبة لي، لماذا تركتني في هذه الحياة بمفردي؟

استيقظت من كل تفكيري هذا بصوت أبي يقول: يا مي تجهزي للعزاء•

مي: هل كل شيء أنتهى هكذا هل تركتنا ولم تعود فعلاً؟

الأب: أنا معك ولن أتركك وأمك في مكان أفضل•

مي: هذا الكلام كنت أواسي به أصدقائي لم أتوقع أن أواسي به نفسي في يوم من الأيام•

الأب أحتضن ابنته وبكى قليلاً•

في اليوم التالي اجتمع الجيران والأقارب في بيت مي؛ لكي يعزوها، والرجال لكي يعزوا والدها، وهي تجلس صامتة لا تعلم ماذا تقول جالسة تبكي مكانها. 

في نهاية اليوم ذهب جميع الزوار من المنزل، وبقيت مي وحدها في حالة صدمة، لا تعلم ماذا تفعل تريد أن تحتضن أمها فقط؛ ولكن لم تعد موجودة•

يا إلهي من هذه الليلة لا أستطيع أن أنام، كيف يستطيع الإنسان النوم بعدما خسر شخص يحبه؟

يا الله هون على قلبي لم أعد أستطيع التحمل•

بعد بكاءٍ طال لمنتصفِ الليل نامت مي وهي لا تعلم كيف نامت؛ من كثرة الآلمِ الذي بداخلها•

في اليوم التالي استيقظت مي وكانت مجبورةً على الإستمرار في حياتها رغم كل الحزن الموجود بداخلها•

بعد مرور شهر

الأب: مي تعالي أريد أن أحدثك في موضوع مهم متعلق بك•

مي: تفضل يا أبي•

الأب: أنني أعلم أنك سوف تفهميني•

مي: بدأت أقلق يا أبي هل حدث شيء؟

الأب: لا تقلقي لا يوجد شيء ولكن أريد أن أخبرك أنني أريد أن أتزوج•

قامت مي صارخة قائلة : ماذا تقول يا أبي لم يمر سوى شهر على وفاة أمي ماذا تقول هل استطعت نسيانها هكذا بكل سهوله! ماذا تقول فعلاً؟!

الأب: اهدئي يا أبنتي العزيزة هي ستكون بمثابةِ أمك الثانية، وسوف تحبيها، وهي سوف تقوم بشغل المنزل كله•

مي: وهل أنا قولت لك أريد أحد يساعدني؟!

قال الأب بعصبية: أنا لا آخذ الإذن منك بل أخبركِ وانصرف•

جلست مي وحدها تبكي وتقول: يا إلهي ماذا يحدث فعلاً هل سوف يتزوج أبي ؟! يا أمي لماذا تركتني وحدي في هذا العذاب وحدي، لم أعد أتحمل فعلاً ما يحدث لي، يا الله هون عليَّ لقد ضاق صدري ماذا سوف أفعل إن تزوج أبي؟!

جلست تبكي وحدها ولا تعلم ماذا تفعل•

بعد مرور أسبوع

دخل الأب المنزل ومعه امرأة• 

مي: من هذه يا أبي؟

الأب: هذه زوجتي وأمك من اليوم•

مي: أنا أمي قد توفيت ولم يأخذ مكانها أحد مهما يحدث•

زوجة الأب: أنا أتفهم وجعك ولكن أنا سوف أكون بمثابة أمك ولن أجعلك تحتاجي لأي شيء •

ذهبت مي إلى غرفتها تبكي لوحدها•

مي: ماذا يحدث يا الله ماذا يحدث لا أستطيع تقبل أي أحد مكان أمي•

جاء المساء وزوجة الأب قامت بتحضير العشاء•

الأب: مي تعالي العشاء جاهز•

مي: لا أريد يا أبي•

الأب: كما تريدين•

بعد مرور أيام لاحظت مي تغير زوجة أبيها معها، أمام والدها تعاملها معاملة طيبة حسنة وعندما يكون والدها غير موجود تعاملها معاملة سيئة ودائمًا تقوم بإتهامها بأشياء هي لم تفعلها•

مي: يا أبي أقسم لك أنني أسعدها في عمل المنزل وأعمالها بكل أدب وأحترام•

الأب: هل تقولين أنها تكذب يا مي•

دخلت مي غرفتها تبكي وتقول متى تظهر النتيجه لكي أذهب إلى الجامعة وأترك هذا المنزل؟

بعد مرور أسبوع جاء يوم النتيجة وجميع الطلاب ينتظرون الوقت، مي وكل أصدقائها•

أعلنت النتيجة ومي تفوقت وحصلت على مجموع كبير ذهبت إلى أبيها وهي تضحك وفرحة•

مي: أبي أبي حصلت على مجموع كبير سوف أذهب إلى الجامعة التي أريدها•

الأب بغضب: لا ليس هناك جامعة..  


انتظروا الجزء الثاني...


شراء نسخة ورقية

شارك الكتاب لتنفع به غيرك

قد تعجبك هذه الكتب أيضاً

اكتب مراجعة

0 مراجعة

نموذج طلب الشراء
تم إرسال الطلب بنجاح!
7553333826143766576
https://www.safaqat-kitabia.com/