دخل الناس أفواجًا من القرية والقرى المجاورة بيت العمدة
منتظرين قدوم سيدنا وكان الطباخ قد قارب على الانتهاء من تحضير الطعام، أرسل إليه
العمدة قبل الوليمة بيومين، جاء ومساعدوه يعينه في ذلك اليوم نسوة الدار ونساء
العائلة من أحباء زوجة العمدة، يجاملونها كل عام في نفس الميعاد.
دخلت سيارة سيدنا حوش العمدة ومن ورائها حافلات استقلها أتباعه من القرى والبلدان المجاورة، وفي مشهد يكاد لا يُمحى من الأذهان ترى الناس سراعًا يتسابقون لفتح باب سيارة سيدنا الملاكي.
ترجل سيدنا من سيارته ظهر في قمة هيبته، ارتدي جلبابًا أبيض اللون ومن فوقه عباءة صيفية خفيفة بُنية اللون بحزٍّ مذهب من الأمام والأكمام التي لا تصل إلى الكف بل يظهر منها أسورة جلبابه الأبيض مغلقة بزر بإحكام.
تقدم العمدة وأبناؤه من الذكور وأهل الدَّوَّار من الرجال وشيوخ القرية وأكابرها ينحنون لتقبيل يد سيدنا الشريفة، بكي منهم من لم يستطع السيطرة على مشاعره عند رؤيته لسيدنا البركة كما يلقبونه.
اتجه الجميع للصلاة، صعد سيدنا المنبر يلقي خطبة الجمعة بالجامع الكبير بالقرية، لم تخلُ الخطبة من توصيات سيدنا بالطاعة لولي الأمر وإخماد نار الفتنة والبعد عن الشبهات إذا اختلط الحق بالباطل. أقام سيدنا الصلاة وفور الانتهاء بدأ الاحتفال واتجه الجميع لدوار العمدة.
0 مراجعة