رعباويات - محمود الكومي (الفصل الثالث)

 

شبيك لبيك عبدك وملك ايديك تطلب ايه ؟

ياااااه الواحد كان نفسه يسمع الجملة دي اوي . دهب ياقوت مرجان أحمدك يارب .

في يوم كنت ماشي زهقان على شط الترعة عمال اشتمني واضربني بالأقلام واهزقني جامد علشان  انا حبيت واحدة خمس سنين وأول ما جالها عريس طردتني وقالتلي معطلكش . الصراحة العريس  جاي من الخليج وعلى قلبه فلوس ذي الرز . بقيت قول لنفسي يا عيني عليه دي هتنحل وبر امه لغاية ما يبان له صحاب . انا كنت بهزقني بقى علشان وثقت فيها . خمس سنين يا مؤمن . عاوزه من ده يا حودة . حاضر . بكره الفالانتين يا حودة.. وحودة يشيل على قلبه دباديب ويروح . بكر عيدي ميلادي . "حاضر" ." حاضر" "حاضر" لغاية ما خلتني ع البلاطة من غير حتى حصيرة المهم كملكم،  وانا ماشي ع الترعة شفت حاجة بتلمع كده في المية تحت ضوء القمر . وقفت شوية ابصلها لغاية ما قررت اجيبها . بس فكرت إن الجو سقعة وهتبهدل كده . بس مش مشكلة ياكش الواحد يجيله كورونا ويخلص بقى وأقوم رايح واخد البت بالحضن هي وأمها وابوها وعريسها الجديد بالمرة.

استعنت بالله و شمرت البنطلون ونزلت، المياه تلج يخربيت كده، وصلت ليها و اول ما مسكتها لقيتها فانوس قديم . يعني انا بهدلت نفسي البهدلة دي كلها علشان فانوس . وكمان بيشتغل بشمع مش حجارة . اخدته وطلعت وانا مضايق اوي . ركنت ع الشجرة وحطيته جمبي . قعدت ابصله شوية كده وأنا بقول لنفسي

-          الله مش يمكن هو .

-         ياعم لأ .

-         يا جدع يمكن .

-         انت بومة ليه . خلاص انت حر .

-         قعدت شوية أكلم نفسي مانا خلاص اتجننت بقى وشوية ومسكت الفانوس ودعكته . محصلش حاجة . دعكته تاني . برده مفيش . طب يمكن بردان . دعكته جامد ان العفريت يطلع ابدا . زعقت وقولت

-         ايه . ظروفك ايه ؟

آخر ما زهقت منه دعكته لآخر مره . لقيت نور بلون اخضر . يا فرج الله . طلع منه دخان . وظهرلي المحروس ننوس عين أمه العفريت . طالع بيتاوب .

-          انت كنت نايم .

كلمني بصوت مخنوق وكأني أخدت منه مخدته وقالي:

-         بلاش يعني .

بصتله كدا وصعب عليا الصراحة: -  لأ بلاش ليه نام براحتك وأنا موت من السقعة علشان طلع جنابك وبعدين يلا قول بقى

لقيته بصلي بقرف وبيقولي: - أقول ايه .

-          قولي شبيك لبيك والحاجات دي .

لقيته بدأ يكشر ويقولي:

-         انت جاي هنا تحقق احلامك ولا ايه . دا انت سنتك سودة انت بتصحيني من النوم ليه .

قلت لنفسي أنا طلعلي عفريت أهبل ولا أية وقولتله:

-          نعم سنتي سودة , امال فين عبدك وتطلب ايه .

-         لااااااااااا الأوبشن ده اتلغى من زمان .

ضحكتله كدا وقولتله: - طب ايه الموجود دلوقتي ؟

لقيته قعد وحط رجل على رجل وقالي:

-         انا اللي هطلب .

ساعتها بس أتاكدت إني واحد نحس وقولتله:

-         نعم انت هتهزر ولا ايه .

لقيت وشه احمر وطول . وصوته بقى شبه صوت حماتي وقالي:

-         انت ليلتك سودة .

وقام متحول لدخان ولف حواليا وفجأة لقيت نفسي في قصر . والعفريت قاعد على كرسي وحاطط رجل على رجل . لقيت قدامي جردل مياه وشرشوبة وبيقولي:

-         انا عاوز السيراميك يبان فيه وشك .

-         ايه يا عم جو نحن لا نزرع الشوك ده ؟

-         هاااااااا ولقيته بيبرق

أنا خفت من بصته أصلها كانت الخالق الناطق بصت حماتي وقولتله: - خلاص متزقش .

مسكت الجردل واشتغلت وانا عمال ألعن العائلة الكريمة نفر نفر لغاية ما خلصت .

قلتله خلصت.. قالي: -  يلا اعملي الغدا .

-         غدا.. هو انا الخدامة الفلبينية بتاعتك ولا ايه .

رحت ضارب الجردل برجلي راح متكسر.. لقيته قام مرة واحدة و بيقولي:

-          انت كسرته يخربيتك دا عهدة، والله لتجيب غيره

-         عهدة.. احيييه عليا هو أنا لقيتك فالفانوس علشان أنا أصرف عليك انا عاوز اروح .

-         تروح مين يا سكر لسه باقيلك هنا ٧ ايام . تكنس وتمسح وتطبخ .

-         مش عاوزني رضعك بالمرة .

بصلي من فوق لتحت وشككني في حالي الصراحة وقالي: - لا متنفعش .

فضلت اسبوع مذلول لغاية ما الحمد لله خلصت المدة بتاعتي دنا لو مسجون مش هفرح الفرحة دي يا جدعان.

واول ما خرجت لقيت الفانوس قدامي رحت شايله وطيران بيه على بيت البت اللي كنت بحبها وقمت حاطه قدام الباب وكتبت ورقة فيها جملة

شبيك لبيك عبدك وبين ايديك تطلب ايه .

******

 

 بقلم الكاتب/ محمود الكومي