كنت في يوم قاعد في شقتي مطفي النور وعمال اشرب
شاي وسجاير شاي وسجاير والملل قاتلني، لغاية ما دماغي تقلت
ولقيت حالي مبقتش شايف اوامي، فبدأت كلم نفسي ومن عزم الملل روحت قايم ولفيت
فالشقة وقعدت كلم عفش البيت واللي ميردش عليا قوم مديله بالقلم على قفاه.
جت ف عقلي فكرة اني اعمل عيد ميلادي اللي باقي
عليه يومين وسط الغيطان قمت على طول متصل بحسام صاحبي وقلتله ع الفكره قالي معاك
قمت لبست واخدت العربية ورحت جبته من قفاه ف نص الليل وروحنا عالبلد . وعلشان الطريق
طويل شوية خليت حسام يسوق شوية ودي كانت غلطة حياتي، حسام حرفيا كان طاير بالعربيه
وكأنه راكب طيارة بقيت استشهد وشريط حياتي بدأ يعدي قدام عينيا لغاية ما وصلنا أول
البلد فوقف العريبة علشان مش عارف الطريق وقتها اتشاهدت ولعنت عائلته الكريمة نفر
نفر . سوقت العربية لحد مدخل البلد ولأن المنطقة دي كلها
طين فضلنا واقفين محلك سر فاقترح عليا نسيبها ونكمل على رجلينا، طبعا مهي مش
عربيتك وأنت هتخسر حاجة من جيبك.
المهم نزلنا من العربية وأول ما بدأنا
نمشي رجلين حسام غرزت فالطين، طبعا نسيت قولكم حسام دا كتكوت الشلة" وطبعا
شاف رجليه بتغرز فالأرض وكأن المخلوقات الفضائية بتخطفه، فقعد يصرخ وأنا أبص عليه
وأضحك ومبقتش قادر أمسك نفسي، لحد ما بدأت
أهديه وفهمه إنه يتحرك بسرعة علشان يحرر رجله. طبعا قعد يشتم ويقولي هي ليلة مطينة
زي وشك كان ايه خلاني أسمع كلام واحد مسطول ذيك.
بدأنا نتحرك
ونمشي على مهلنا لأن الطريق حرفيا كان يخوف من كتر المطبات والوقعات اللي اخدناها
عليه وفضلنا كدا نتخانق شوية ونضحك شوية لحد ما وصلنا للبيت، ويادوب بفتح الباب واللاقي المكان كله ضلمة وعناكب وحشرات فكل
حتة، والبسكوتة اللي معايا اللاقيه يمسك ايدي ويقولي" يلا بينا نمشي"
وانا
اقوله انت اهبل ولا ايه بكره نشوف حد ينضفلنا المكان وهو أبدا خايف حتى يبص لجوه
وبصعوبة لحد ما خليته يقتنع إننا نستنا.. فروحنا قعدنا ع الباب وبقينا نبص
عالفلاحين وهم رايحين الغيط والفلاحين يبصوا علينا باستغراب وكأنهم أول مرة يشوفوا
بني ادمين، فلقيت حسام بيسألني
" هو احنا ريحتنا وحشة أوي كده "
أنا سمعته وهو بيقول كدا ومحستش بنفسي وأنا واقع
ع الأرض من كتر الضحك.
المهم سيبته وروحت اشوف حد ينضف المكان بس محدش
كان راضي أبدا يجي معايا وكل ما قولهم ليه يديرو وشهم عني ويسكتوا حتى لما عرضت
عليهم فلوس كتير محدش أهتم بالرغم حالتهم كانت صعبة أوي وفلوس ذي دي تفرحهم. بس
لقيت واحد منهم بيقول " العمر مش
بعزقه "
وقتها
أنا ما حطيتش ف بالي . رجعت مبوظ لحسام واللي أول ما شافني داخل عليه ضحك
وقالي
"
هااا سبع ولا قطه " قلتله عيب عليك " كلب طبعا " .
ساعتها مكنش اودامنا غير اانا ننضفه بنفسنا وطبعا
البسكوتة اللي معايا ده طلع عيني علشان يوافق ويقبل ينضف معايا.
المهم دخلنا وبدانا تنضيف لغاية ما بقيناش قادرين
نقف على رجلنا فرمينا نفسنا عالسرير ونمنا .
صحيت على حد بيتصل عليا مديت ايدي وطلعته من جيبي
بس لقيت الشاشة سودة ، دخلت على سجل المكالمات لقيت اخر مكالمه كانت بيني وبين
حسام قلت أكيد بيتهيألي . بضرب بعيني كده لقيت خير اللهم اجعله خير حد واقف قدام
السرير لابس ابيض فابيض وملامح وشه مرسومة بالدم . انا جسمي اتلبش وبدأت ارتعش
وعمال ازق حسام وانا بنادي عليه بصوت واطي
"
حسام واد يا حسام "
و حسام ولا هو هنا بياكل رز مع الملايكة . فركت
عيني ولما جيت ابص تاني على اللي واقف ملقيتهوش . بيني وبينكم انا روحي ردت فيا
ورحت لاطع حسام على قفاه راح صاحي وهو بيشتمني قلتله
" اصحى يا عم انا جعان "
راح قايم
وهو بيقول " ابو اليوم اللي خلاني اسيب شغلي واجي معاك "
لقيت
نفسي لا اردايا بضحك بسخرية وبقوله
" وراك الديوان يعني "
قعدنا
نهزر شوية وبعدين خرجنا من البيت كانت
الساعة حوالي 7 المغرب لقيت البلد هوس خالص مفيش صريخ ابن يومين والانوار مطفيه،
بصيت لحسام وقولتله" هي الساعة معاك كم "
انا افتكرت ساعتي خرفت لقيته بيقولي 7 فقلت غريبه
امال الناس راحت فين، ما علينا قلنا بقى ندور ع دكان نجيب اي حاجه ناكلها ولكن
كأننا ماشين في صحرا مفيش ولا حتى عفريت قالنا مساء الخير .
فضلنا ماشيين ماشيين لغاية ما لقينا نفسنا عند
الاراضي افتكرت شجرة التوت اللي كنت بلعب دايما عندها وانا صغير رحت ماسك حسام من
ايده وماشي ناحيتها والواد جمبي يا ولداه عمال يبص حواليه والخوف بدأ يظهر عليه،
كان فاكر انه هيلاقي عفاريت و كده وانا اقوله
"
يا عبيط ما عفريت الا بني آدم " بس ولا كأني قلتله حاجه .
وصلنا شجرة التوت فابتسمت وافتكرت لما كانت امي
كل يوم تيجي تدور عليا عندها ولا ابويا الله يمسيك بالخير يا حاج كان مش يحلاله
الضرب غير ع قفايا لما يلاقيني بستحمى ف الترعة اللي جمبها .
فجأة سمعنا صوت من ورانا بيقول
" بتعملوا ايه هنا "
حسام صرخ ولقيته بقدرة قادر فوق كتافي .بصيت
ناحية الصوت مش شايف حاجة غير خيال اسود واقف تحت الشجرة، طلعت الموبايل وشغلت
الكشاف بتاعه فشفت رجل الراجل فبدأت اعلى لغاية ما وصلت صدره ورقبته ويا نهار ازرق
بعد كده ملقيتش للراجل دماغ . حسام يصوت
ويقولي
" الراجل من غير دماغ "
انا اصلا مش قادر اتحرك من مكاني ولا انطق حتى
وأكيد أكيد لما أروح هغير البنطلون . ببص لقيت الراجل مطلع راسه من ورا ضهره
وبيحطها على رقبته ولقيته بيقولنا
" مقولتوش بتعملوا ايه هنا "
واقسم بالله قبل ما يكمل كلامه كنت انا وحسام
طايرين من المكان واحنا بنصوت حرفيا . بدأت البيوت تظهر فوقفنا جري علشان نأخذ
نفسنا شوية، فجأة لقينا راجل قاعد ع شط الترعة بيعزف ناي , انا استغربت ف الوقت ده
وناي في ايه يا جدعان ، مش كده خالص .
الراجل زي ما يكون قلبه رهيف وحس بخوفنا فلقيناه قايم وبكل حنية لقيته
بيسألنا
" مالكم يا أولادي "
انا قلبي
ارتاحله الصراح هوانا قلبي دايما دليلي فقلتله
" شوفنا عفريت يا حج "
الراجل ضحك وقال " مفيش هنا عفاريت يابني
"
قلت اشوف اللي بيكلمنا ده هو كمان وياريتني ما
شفت لقيته راجل بس من غير جلد وأعضائه ظاهره قدامي وماسك عظمة فيها اخرام كتير وهي
دي الناي بتاعه . يا حلاوة يا ولاد وانا اللي قلبي اتفتحله .
معرفش ايه حصل غير اني لقيت حسام جاررني من قفايا
وطيران ع البيت واحنا بنصرخ بس اننا نلاقي حتي حد يعبرنا أبدا الناس تفتح الشبابيك
بسيط كده تبص علينا وتقفل تاني .
وصلنا البيت و روحنا راميين نفسنا ع الباب ، احنا
لسه هنطلع المفتاح، الباب اتخلع من مكانه ووقعنا جوا ف الصالة لقيت النور شغال
والناس اللي شوفناهم واللي شوفته ف الأوضة واقفين ورا ترابيزة عليها راس بني آدم
وفيها شمعة منورة .
بيني وبينكم انا ما كنتش قادر اتحرك من مكاني بس
لاني لقيتهم جايين علينا وهم ماسكين سكاكين رحت قايم زي الفريرة وجينا نطلع من
الباب لقيناه مش موجود ، لقينا حيطة .
لقينا اللى بيقول " هتروحوا فين يا حلوين دي
حفلة عيد ميلاد "
اتدورنا
ليهم فلقيناهم قدامنا وهوب راحوا مطيرين راس حسام انا شفت راسه بتدحرج ع الارض من
هنا وانا رحت مغمى عليا ع طول .
صحيت من النوم وانا بصرخ واصوت ، بس ايه ده انا
في اوضتي، بقيت احسس على كل حته ف جسمي وبقول وانا بضحك زي المجنون
انا عايش انا عايش .
سمعت جرس الباب فرحت فتحت الباب لقيت صندوق صغير
كده متزين بالورد، بصيت عالسلم فوق وتحت ملقيتش حد رحت شايل الصندوق وقافل الباب
برجلي . لقيت عليه ورقة مكتوب عليها " عيد ميلاد سعيد " .
انا اتبسطت وقعدت طول الطريق للترابيزة وانا
بتخيل يا ترى ايه الهدية اللي مش ع الحسبان دي .
حطيت الصندوق ع الترابيزة وفتحته ف لقيت راس
صاحبي حسام .
*****
0 مراجعة