رعباويات - محمود الكومي (الفصل العاشر)

0 مراجعة

 


في يوم أنا و اتنين من صحابي " أحمد و محمد " هفنا الشوق اننا نأكل درة مشوي ف الغيط . كنا حوالي الساعة ١٢ بالليل . بس كان في مشكلة صغيرة انها قريبة من شجرة الجميز . والشجرة دي كنا بنسميها الفزاعة بتاعتنا و احنا عيال صغيرين . بس ده كان زمان أيام سيدي و ستي الله يرحمهم انما دلوقتي خلاص الكهرباء دخلت والدنيا هادية جدا . حتى شجرة الجميز اللي باقي منها جذعها بس وتقريبا شبه محروق .

 المشكلة التانية كانت في صاحبنا أحمد هو أصغر سنا مننا بس خواف حبتين . مش حبتين بالظبط لا كتير .  . واحنا رايحين الغيط من الطريق الفرعي لقينا الأرض متبهدلة مياه و مش هنعرف نعدي . راجل غتت كان بيسقي الغيط بتاعه و بوظ الدنيا خالص . 

بصيت لمحمد صاحبي فهو هز دماغه ومسك نفسه بالعافية عن الضحك . اتنحنحت و عملت نفسي مضايق وقلت بحسرة كده مفيش قدامنا غير طريق المقابر .  احمد برقلنا كده وقال بصوت عالي استحالة . يعم يهديك يرضيك أبدا . احنا معاك وهو مفيش فايدة . و لاني عارف ثغراته رحت قايله  خلاص ابقى نزل الحمل اللي خلاك تتوحم على درة ده .  احمد وقع ع الأرض من كتر الضحك . وبعد ما خلص قال:

-          خلاص ماشي بس همشي في وسطكم .. موافقين يا يعم بس يلا . رجعنا تاني ومن شارع ل شارع لغايةما وصلنا طريق المقابر . الدنيا جميلة والأنوار موجودة وكله تمام بس أحمد بدأت مشيته تبطأ ونفسه علي ومبينطقش . كلبش في ايدينا جامد . يا عم أحمد متخافش مفيش حاجة . اخلصوا بقى . بقولكم ايه يلا نجري .

 اساسا أحمد ما استناش رأي حد سبقنا في لحظة واحنا مش قادرين نلحق به اصلا لغاية ما عدينا الطريق ووقفت انا و محمد ناخد نفسنا . الله يحرقك يا أحمد  قطع نفسنا . خلصنا و كملنا الطريق للأرض لغاية ما وصلنا بحمد الله الى أرض الغيط . محمد بقى علشان صاحب الغيط بدأ يؤمر فينا . ولاه انت و هو هنزل اجيب كيزان الدرة اطلع الاقيكوا مولعين ف الخشب ماشي . 

سابنا و نزل الغيط وانا و أحمد دورنا على خشب وولعنا فيه  وقاعدين مستنيين محمد بيه بس كل شوية انا و أحمد نبص من تحت ل تحت كده على شجرة الجميز . برده خايفين مش هنكر . اخيرا أحمد لقيناه قدامنا بس مفيش درة ف ايده . فين يابني الدرة . بصلنا باستغراب كده وسألنا ما انا جبتهولكم من شوية . بصينا حوالينا ملقيناش حاجة . قلتله ولاه بقولك ايه مش ناقصاك خالص مفيش حاجة جبتها . قعد يحلف انه جابهالنا و اني انا كمان اللي أخدته منه .

 قلتله انزل هات الدرة متستعبطش . هز كتافه و نزل الغيط تاني . ٥ د ولقيناه راجع ومعاه الدره رماه ف وشنا و قالنا كفاية أكل بقى دي تالت مرة اجيبلكم درة . دا انا ابويا هيجلدني . بصيت انا و احمد لبعض وسالته انت كلت حاجة هز راسه . قومت وقفت ومسكت محمد من قميصه . ولاه انت شارب حاجة . 

ولا حاجة ولا زفت عاملين زي المناشير اظن كفاية كل واحد عشى كيزان . كمان أكلنا و مش واحد ولا اتنين لا عشرة اللهم صلي ع النبي . سيبته وقعدت انا و احمد نقشر الكيزان وبدأنا نشويهم ع الفحم . ولاه ولاه اسمع كده سامعين .  سامعين ايه يا احمد متخو فناش بقى يا عم . شوية سمعت صوت حد بيضحك . سيبنا اللي ف ايدينا ووقفنا كلنا نبص ناحية الصوت لقينا فجأة محمد طالع من الغيط و فإيده كيزان درة . هااار اسود امال مين اللي واقف جمبنا ده . 

محمد شاف اللي واقف معانا الكيزان وقعت من ايده وشاور عليه وهو بيرتعش وقال مين ده ؟  احنا نبص لمحمد و نبص ل محمد التاني . لقينا صوت اتنين جاي من الغيط . وفجأة لقيت اتنين شبهي انا و أحمد طالعين من الغيط بياكلوا درة . شافونا وقفوا يبصوا لنفسهم و يبصولنا . ايه اللي بيحصل مين دول محدش عارف حاجة غير اننا بقينا ٦ كل اللي بنعمله واقفين بنبص ل بعض . وركبنا و جسمنا بيتنفض من الخوف ومش قادرين نتكلم .

 مسكت أحمد من ايديه وجرينا .  والباقي جري ورانا . احمد لقيته بيقولي طب و محمد قلتله باستغراب هو احنا عارفين مين فيهم محمد . ببص ورايا لقيتهم لسه بيجروا ورانا وبينادوا علينا بصوت عالي واحنا طايرين . قربنا من المقابر فبصيت ورايا لقيتهم لسه بيجروا ورانا بس فجأة ٣ منهم اختفوا واتبقى واحد من المحمدين لسه بيجري ناحيتنا وقفت انا و أحمد لغاية ما جه وقف قدامنا وهو بينهج . واحنا خايفين منه . يقرب مننا واحنا نبعد . لقيته بيقولنا استنوا انا محمد مين الناس دي . أحمد بصلي وقالي بصوت واكي يلا بينا نجري . استنى يا عم انا نفسي اتقطع . انا محمد بتبعدوا ليه .


 انا تقريبا ارتحت وبدات اطمنله . قلتله طب تعالي لقيت الابتسامة اترسمت على وشه وبدأ ت تتحول لضحكة شريرة وجسم محمد بدأ يكبر . مسكت احمد من ايده وطيرنا من المكان وضحكات محمد بترن في ودننا . وصلنا أول البيوت لقينا واحد كان قاعد على جمب وقام وقف . بس النجدة جت . وقفنا عنده بس المصيبة اني لقيته شبه أحمد وبيقولنا كنتوا فين عمال ارن عليكوا من بد .....   

كلامه اتقطع لما شاف أحمد جمبي . انا بصيت للاتنين . سبت ايد احمد وجريت بعيد عنهم لغاية ما وصلت بيتنا . دخلت وانا بنهج لقيت ابويا بينادي عليا وتقريبا حد قاعد معاه جوه . دخلت وأول ما شفت اللي قاعد معاه اتسمرت مكاني . لقيته محمد . ولقيت ابويا بيقولي ازاي ياض انت تروح الغيط مع محمد وتسيبه و تمشي من غير ما تقوله . كنت فين ؟



 بقلم الكاتب/ محمود الكومي  


شراء نسخة ورقية

شارك الكتاب لتنفع به غيرك

قد تعجبك هذه الكتب أيضاً

اكتب مراجعة

0 مراجعة

نموذج طلب الشراء
تم إرسال الطلب بنجاح!
7553333826143766576
https://www.safaqat-kitabia.com/