حين جاء منتصف الليل، وقفتُ متخفيًا خلف ستائر الظلام، مستنشقًا أنفاسي بوهلة أمضاها النهار بصمت حتى أطرق الليل رأسي وأنا أقفُ حائرا متطلعًا لذكريات مضت لكن أوراقها مازالت تسكن أرفف حجرتي، تستدعيني مثل كل ليلة، تتحدث معي وإبتسامتها العريضة تفترش فوق كلماتي، تناجيني بصمت ونبضات قلبي تتسارع بلهفة حتى تشبثت بي وعانقتني بشدة، فرقصتُ معها رقصتها الغجرية على موسيقى الفلامنكو وحين أرهقني التعب، القيت بجسدي المنهك على الفراش منطرحًا حتى اقتحم الريح نافذتي وشق ستار غرفتي بقوة، حينها جاءت عيني على ذكرياتي مجددًا وهي تتسلل من طيات كتبي بعدما عصف الريح أغلفتها القديمة، وقفتُ معتدلًا مفزوعًا أتلمس الطريق بخوف، أبحث عن أوراقي المبعثرة في كل مكان وأنا فاغر الفاه والعينين في دهشة، متطلعًا نحو النافذة بصمت حتى عادت تلك الذكريات مجددًا وتملكت برأسي فعانقتني مرةً اخرى وعدت أرقص معها رقصتها الغجرية على موسيقى الفلامنكو أمام نافذتي.
0 مراجعة